فصل: (سورة الأحقاف: الآيات 27- 32).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ} الواو استئنافية والكلام مستأنف مسوق للأمر بذكر قصة عاد لهؤلاء المشركين للاعتبار بها. و{اذكر} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره أنت و{أخا عاد} مفعول به و{إذ} ظرف لما مضى وهو بدل اشتمال من {أخا عاد} لأن {أخا عاد} وهو هود يلابس وقت إنذاره وما وقع له معهم وجملة {أنذر قومه} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{بالأحقاف} حال من {أخا عاد} وليس متعلقا بأنذر كما يبدو لأول وهلة أي حالة كونهم كائنين بالأحقاف وأما صلة {أنذر} فستأتي فيما بعد.
{وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} الواو اعتراضية والجملة معترضة و{قد} حرف تحقيق و{خلت النذر} فعل وفاعل و{من بين يديه} حال {ومن خلفه} عطف على {من بين يديه} وأن مصدرية أو مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن وجملة {لا تعبدوا} خبرها وهي على كل حال مع مدخولها في محل نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بأنذر و{لا} ناهية و{تعبدوا} فعل مضارع مجزوم بلا الناهية و{إلا} أداة حصر ولفظ الجلالة مفعول {تعبدوا}.
{إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} إن واسمها وجملة {أخاف} خبرها و{عليكم} متعلقان بأخاف و{عذاب يوم} مفعول به و{عظيم} نعت ليوم والجملة لا محل لها لأنها تعليل للنهي.
{قالوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ الِهَتِنا} {قالوا} فعل وفاعل والهمزة للاستفهام الإنكاري وجئتنا فعل وفاعل ومفعول به واللام للتعليل وتأفكنا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و{عن الهتنا} متعلقان بتأفكنا.
{فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الفاء الفصيحة وائت فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر تقديره أنت ونا مفعول به و{بما} متعلقان بائت وجملة {تعدنا} صلة وإن شرطية و{كنت} فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط وكنت كان واسمها و{من الصادقين} خبرها وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي فائتنا بما تعدنا.
{قال إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} قال فعل ماض وفاعله مستتر تقديره هو أي هود و{إنما} كافة ومكفوفة و{العلم} مبتدأ و{عند اللّه} ظرف متعلق بمحذوف خبر والجملة مقول القول.
{وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ ولكني أَراكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} الواو عاطفة أي وأما أنا فإنما مهمتي التبليغ لا الإتيان بالعذاب إذ لست قادرا عليه وإنما القادر عليه هو اللّه تعالى. و{أبلغكم} فعل مضارع وفاعل مستتر تقديره أنا والكاف مفعول به و{ما} مفعول به وجملة {أرسلت} صلة و{أرسلت} فعل ماض مبني للمجهول و{به} متعلقان بأرسلت والواو عاطفة ولكن واسمها وجملة {أراكم} خبرها و{قوما} مفعول به ثان وجملة {تجهلون} صفة لقوما.
{فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} الفاء عاطفة على مقدر محذوف تقديره فأصروا على إلحاحهم وطلبهم العذاب فجاءهم فلما رأوه. ولما ظرفية حينية أو رابطة و{رأوه} فعل ماض وفاعل ومفعول به و{عارضا} حال لأن الرؤية بصرية وقيل تمييز و{مستقبل أوديتهم} نعت وجاز لأن الإضافة غير محضة فلم تفد التعريف فساغ وقوعها نعتا للنكرة أي متوجها وسائرا إليها وجملة {قالوا} لا محل لها لأنها جواب لما المتضمنة معنى الشرط على كل حال و{هذا} مبتدأ و{عارض} خبره و{ممطرنا} نعت لعارض وساغ النعت لما تقدم أي ممطر إيانا. وقال المبرد والزجّاج: الضمير في {رأوه} يعود إلى غير مذكور وبيّنه قوله: {عارضا} فالضمير يعود إلى السحاب أي فلما رأوا السحاب عارضا.
{بَلْ هو ما اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ} {بل} حرف عطف وإضراب قال ذلك هود و{هو} مبتدأ و{ما} خبر وجملة {استعجلتم} صلة و{به} صلة و{ريح} بدل من {ما} أو خبر لمبتدأ محذوف أي هي ريح و{فيها} خبر مقدم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{أليم} نعت وجملة {فيها عذاب أليم} نعت لريح وقيل هو من كلام قول اللّه تعالى والأول أنسب وأقعد بالفصاحة.
{تُدَمِّرُ كُلَّ شيء بِأَمْرِ رَبِّها} الجملة نعت ثان لريح و{تدمر} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هي و{كل شيء} مفعول به و{بأمر} متعلقان بندمر و{ربها} مضاف إليه.
{فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ} الفاء الفصيحة أي قال هود ذلك ثم أدركتهم الريح فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم وإذا كان القول من اللّه تعالى كانت الفاء لمجرد العطف.
{كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} {كذلك} نعت لمصدر محذوف و{نجزي} فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره نحن و{القوم} مفعول به و{المجرمين} نعت للقوم.
{ولقد مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} الواو واو القسم واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق و{مكناهم} فعل وفاعل ومفعول به و{فيما} متعلقان بمكناهم وما اسم موصول بمعنى الذي أو موصوفة وفي {إن} ثلاثة أوجه الأول شرطية وجوابها محذوف والجملة الشرطية صلة ما والتقدير في الذي إن مكنّاكم فيه طغيتم. والثاني أنها مزيدة تشبيها للموصولة بما النافية والتوقيتية. والثالث وهو الأرجح أنها نافية بمعنى ما أي مكناهم في الذي ما مكناكم من القوة والبسطة واتساع الرزق وإنما عدل عن لفظ ما النافية إلى أن تفاديا من اجتماع متماثلين لفظا وسيأتي مزيد بسط لهذا البحث في باب الفوائد و{مكناكم} فعل وفاعل ومفعول به و{فيه} متعلقان بمكناكم.
{وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصارًا وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ ولا أَبْصارُهُمْ ولا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شيء}.
{وجعلنا} فعل وفاعل و {لهم} متعلقان بجعلنا لأنها بمعنى خلقنا وسمعا مفعول به و{أبصارا وأفئدة} عطف على {سمعا} والفاء حرف عطف وما نافية و{أغنى} فعل ماض و{عنهم} متعلقان بأغنى و{سمعهم} فاعل {ولا أبصارهم ولا أفئدتهم} عطف على {سمعهم} و{من} حرف جر زائد و{شيء} مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول مطلق أي شيئا من الإغناء.
{إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بآيات اللَّهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} {إذ} ظرف ماض يفيد التعليل متعلق بمعنى النفي لأن المعلل هو النفي أي انتفى نفع هذه الحواس عنهم لأنهم كانوا يجحدون وإلى ذلك أشار صاحب الكشاف قال: فإن قلت بم ينتصب إذ كانوا يجحدون؟ قلت بقوله تعالى: {فما أغنى} فإن قلت لم جرى مجرى التعليل؟ قلت لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك ضربته لإساءته وضربته إذا أساء لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته لوجود إساءته فيه إلا أن (إذ وحيث) غلبتا دون سائر الظروف في ذلك. حيث كاد يلحق بمعانيهما الوضعية. وجملة {كانوا} في محل جر بإضافة الظرف إليها وكان واسمها وجملة {يجحدون} خبرها و{بآيات اللّه} متعلقان بيجحدون. {وحاق} بهم الواو عاطفة و{حاق} فعل ماض مبني على الفتح و{بهم} متعلقان بحاق و{ما} فاعل {حاق} وجملة {كانوا} صلة الموصول وكان واسمها وجملة {يستهزئون} خبر و{به} متعلقان بيستهزئون.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار} إلى آخر الآية فن القلب وقد تقدم القول فيه على رأي بعضهم وأن الأصل تعرض النار عليهم. فعلى هذا القول يقال لهم قبل دخولها أي لدى معاينتها. وممّن ذهب إلى هذا الرأي الزمخشري والجلال ونص عبارة الزمخشري: وعرضهم على النار تعذيبهم بها من قولهم عرض ببنو فلان على السيف إذا قتلوا به ومنه قوله تعالى: {النار يعرضون عليها} ويجوز أن يراد عرض النار عليهم من قولهم عرضت الناقة على الحوض يريدون عرض الحوض عليها فقلبوا ويدل عليها تفسير ابن عباس رضي اللّه عنه. يجاء بهم إليها فيكشف لهم عنها. وقيل في الرد على الزمخشري أنه لا ملجئ للقلب باعتبار أنه جماد لا إدراك له والناقة هي المدركة فهي التي يعرض عليها الحوض وأما النار فقد وردت النصوص بأنها حينئذ مدركة إدراك الحيوانات بل إدراك أولي العلم فالأمر في الآية على ظاهره وعبارة زاده في حاشيته على البيضاوي: العرض يتعدى باللام وبعلى يقال عرضت له أمر كذا وعرضت عليه الشيء أي أظهرته له قال تعالى: {وعرضنا جهنم للكافرين عرضا}. قال الفراء: أي أبرزناها حتى نظر الكفار إليها. فالمعروض عليه يجب أن يكون من أهل الشعور والنار ليست منه فلا بدّ أن يحمل العرض على التعذيب مجازا بطريق التعبير عن الشيء باسم ما يؤدي إليه كما يقال عرض بنو فلان على السيف فقتلوا به أو يكون باقيا على أصل معناه ويكون الكلام محمولا على القلب والأصل ويوم تعرض النار على الذين كفروا أي تظهر وتبرز عليهم والنكتة في اعتبار القلب المبالغة بادّعاء أن النار ذات تمييز وقهر وغلبة.
أما الشيخ أبو حيان فقد ردّ القلب وقال في معرض الرد على الزمخشري: و لا ينبغي حمل القرآن على القلب إذ الصحيح في القلب أنه مما يضطر إليه في الشعر وإذا كان المعنى صحيحا واضحا مع عدم القلب فأي ضرورة تدعوإليه وليس في قولهم عرضت الناقة على الحوض ولا في تفسير ابن عباس بما يدل على القلب لأن عرض الناقة على الحوض وعرض الحوض على الناقة كلّ منهما صحيح إذ العرض أمر نسبي يصحّ إسناده لكل واحد من الناقة والحوض.

.الفوائد:

قال الزمخشري: وإن نافية أي فيما مكنّاكم فيه إلا أن إن أحسن في اللفظ لما في مجامعة ما مثلها من التكرير المستبشع ومثله مجتنب. ألا ترى أن الأصل في مهما ما ما فلبشاعة التكرير قلبوا الألف هاء. ولقد أغث أبو الطيب في قوله:
لعمرك ما ما بان منك لضارب ** بأقتل مما بان منك لغائب

وما ضرّه لواقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال لعمرك ما إن بان منك لضارب وقد جعلت إن صلة مثلها فيما أنشده الأخفش:
يرجى المرء ما إن لا يراه ** وتعرض دون أذناه الخطوب

هذا ما قاله الزمخشري والرواية في ديوانه:
يرى أن ما ما بان منك لضارب ** بأقتل مما بان منك لعائب

قال ابن جنّي: ما الأولى زائدة والثانية بمعنى الذي واسم إن مضمر فيها. وقال ابن القطاع: قال المتنبي ما الأولى بمعنى ليس والثانية بمعنى الذي. والمعنى يريد أنه ما الذي بان منك لضارب بأقتل من الذي بان لعائب يعيبك. يزيد أن العيب أشدّ من القتل وهذا من قول حبيب بن أوس أبي تمام الطائي:
فمتى لا يرى أن الفريصة مقتل ** ولكن يرى أن العيوب مقاتل

.[سورة الأحقاف: الآيات 27- 32].

{ولقد أَهْلَكْنا ما حولكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الآيات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلولا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبانًا الِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (28) وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ ولوا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قالوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمنوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وليس لَهُ مِنْ دُونِهِ أولياءُ أولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (32)}.

.الإعراب:

{ولقد أَهْلَكْنا ما حولكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الآيات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} كلام مستأنف مسوق لخطاب أهل مكة على جهة التمثيل واللام جواب للقسم المحذوف وقد حرف تحقيق و{أهلكنا} فعل وفاعل و{ما} مفعول به و{حولكم} ظرف متعلق بمحذوف لا محل له من الإعراب لأنه صلة الموصول و{من القرى} متعلقان بمحذوف حال {وصرفنا} عطف على {أهلكنا} و{الآيات} مفعول به و لعل واسمها وجملة يرجعون خبرها.
{فَلولا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبانًا الِهَةً} الفاء عاطفة ولولا حرف تحضيض بمنزلة هلّا و{نصرهم} فعل ماض ومفعول به مقدم و{الذين} فاعل مؤخر وجملة {اتخذوا} صلة و{من دون اللّه} متعلقان باتخذوا والمفعول الأول لاتخذوا محذوف وهو عائد الموصول و{قربانا} نصب على الحال و{الهة} مفعول به ثان. وذهب ابن عطية والحوفي إلى أن المفعول الأول محذوف أيضا كما تقدم تقريره و{قربانا} مفعول به ثان و{الهة} بدل منه وقد شجب الزمخشري هذا الوجه وقال إن المعنى يفسد عليه ولم يبيّن وجه فساد المعنى ونحن نبيّنه فنقول لوكان قربانا مفعولا ثانيا ومعناه متقربا بهم لصار المعنى إلى أنهم وبّخوا على ترك اتخاذ اللّه متقربا لأن السيد إذا وبخ عبده وقال: اتخذت سيدا دوني فإنما معناه اللوم على نسبة السيادة إلى غيره وليس هذا المقصد فإن اللّه تعالى يتقرب إليه ولا يتقرب به لغيره فإنما وقع التوبيخ على نسبة الإلهية إلى غير اللّه تعالى فكان حق الكلام أن يكون الهة هو المفعول الثاني لا غير. وأجاز أبو حيان وأبو البقاء أن يعرب {قربانا} مفعولا من أجله و{الهة} هو المفعول الثاني والمفعول الأول محذوف كما تقدم.
{بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ} {بل} حرف إضراب وعطف للانتقال عن نفي النصرة لما هو أخص منه إذ نفيها يصدق بحضورها عندهم بدون النصرة فأفاد بالإضراب أنهم لم يحضروا بالكلية فضلا عن أن ينصروهم.
و{ضلّوا} فعل وفاعل و{عنهم} متعلقان بضلوا والواو حرف عطف و{ذلك} مبتدأ و{إفكهم} خبر {وما} الواو حرف عطف و{ما} مصدرية أو موصولة والمعنى وافتراؤهم أو والذي يفترونه. وكان واسمها وجملة {يفترون} خبر كان.
{وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القرآن} الواو عاطفة و{إذ} ظرف معمول لاذكر محذوفا وجملة {صرفنا} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{صرفنا} فعل وفاعل و{إليك} متعلقان بصرفنا و{نفرا} مفعول به و{من الجن} صفة لنفر وجملة {يستمعون القرآن} صفة ثانية لنفرا أو حال لتخصصه بالصفة.
{فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالوا أَنْصِتُوا} الفاء عاطفة ولما ظرفية حينية أو رابطة و{حضروه} فعل وفاعل ومفعول به وجملة {قالوا} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وجملة {أنصتوا} مقول القول والضمير في {حضروه} للقرآن.
{فَلَمَّا قُضِيَ ولوا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} عطف على ما تقدم و{قضي} فعل ماض مبني للمجهول وجملة {ولوا} لا محل لها و{إلى قومهم} متعلقان بولوا و{منذرين} حال.
{قالوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقًا لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} {قالوا} فعل وفاعل وإن واسمها وجملة {سمعنا} خبرها و{كتابا} مفعول به وجملة {أنزل} صفة لكتابا وهو مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر تقديره هو و{من بعد} متعلقان بأنزل و{موسى} مضاف إليه و{مصدقا} نعت لكتابا و{لما} متعلقان بمصدقا و{بين} ظرف متعلق بمحذوف وهو صلة الموصول و{يديه} مضاف إليه.
{يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} جملة {يهدي} نعت ثان لكتابا أو حال منه لأنه وصف وقد تقدمت القاعدة و{إلى الحق} متعلقان بيهدي و{إلى صراط مستقيم} عطف على {إلى الحق}.
{يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ وَآمنوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} {يا} أداة نداء و{قومنا} منادى مضاف و{أجيبوا} فعل أمر وفاعل و{داعي اللّه} مفعول به {وآمنوا} عطف على {أجيبوا} و{به} متعلقان بآمنوا و{يغفر} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب و {لكم} متعلقان بيغفر و{من ذنوبكم} متعلقان بيغفر أيضا أي بعضها فمن للتبعيض وسيأتي سر التبعيض في باب البلاغة. {ويجركم من عذاب أليم} عطف على ما تقدم.